تفضل. إليك المقالة الخامسة والستون، بأسلوب “التحليل المزدوج” أو “الشاشة المنقسمة” (The Split-Screen Analysis)، وهو أسلوب جذري ومختلف تماماً.
المقالة الخامسة والستون: مستقبل السياحة (مصر والخليج): تحليل “الشاشة المنقسمة”
المقدمة: السباق المزدوج إن مستقبل “السياحة” في الشرق الأوسط ليس قصة واحدة، بل هو “سباق” مثير يُعرض على “شاشة منقسمة” (Split-Screen).
على “الجانب الأيسر” (الخليج)، نرى “المستقبل” وهو يُبنى (Manufactured) من الصفر: “المشاريع العملاقة”، و”الذكاء الاصطناعي”، و”الترفيه” فائق الحداثة. وعلى “الجانب الأيمن” (مصر)، نرى “الأصالة” وهي تُلمّع (Polished): “التاريخ” الذي لا يُضاهى، و”الطبيعة” الخام، و”العمق” الثقافي.
هذان “النموذجان” لا يتنافسان فقط على “السائح”، بل يتنافسان على “تعريف” معنى السياحة في القرن الحادي والعشرين.
الشاشة اليسرى: الخليج (الاستراتيجية: “بناء المُعجزة”)
- الفلسفة (The Philosophy): “إذا لم يكن لديك تاريخ (تقليدي)، فاصنع المستقبل ليصبح هو التاريخ”.
- المنتج (The Product): السياحة هنا هي “هندسة تجربة” (Experience Engineering). الخليج لا “يبيعك” مكاناً، بل “يبيعك” “حدثاً” (Event) و”معجزة” (Spectacle).
- الأدوات (The Tools):
- المشاريع العملاقة (Giga-Projects): هذا هو “السلاح” الرئيسي. (نيوم، القدية، مشروع البحر الأحمر) في السعودية، و(التوسعات المستمرة) في دبي وأبوظبي. هذه ليست “مدناً”، بل “تجارب” (Experiences) مصممة بالكامل للزائر.
- “اقتصاد الفعاليات” (The Event Economy): (موسم الرياض، إكسبو 2030، كأس العالم، الفورمولا 1). الخليج أدرك أن “أسرع” طريقة لجذب السياح هي “استضافة العالم” في “فعاليات” ضخمة تجعل المدينة نفسها “هي الحدث”.
- “الرفاهية الفائقة” (Ultra-Luxury): الخليج يتقن “سياحة الـ 1%”. إنه يطور “منتجعات” و”خدمات” تتجاوز الخيال، وتستهدف “شريحة” لا تتأثر بالركود الاقتصادي.
- الهدف المستقبلي: أن يصبح “المركز” (The Hub) الذي لا يمكن تجاوزه. “البوابة” (The Gateway) التي تربط الشرق بالغرب، ليس فقط بالطيران، بل بـ “التجربة” الترفيهية والتجارية.
الشاشة اليمنى: مصر (الاستراتيجية: “تلميع الجوهرة”)
- الفلسفة (The Philosophy): “لدينا “الأصول” (Assets) التي لا يمكن شراؤها. مهمتنا هي “تغليفها” (Packaging) بشكل صحيح”.
- المنتج (The Product): السياحة هنا هي “الأصالة” (Authenticity). مصر تبيع “العمق”، و”القصة”، و”التجربة” التي لا يمكن استنساخها.
- الأدوات (The Tools):
- “الجوهرة” (The Jewel): “المتحف المصري الكبير” (GEM). هذا هو “المركز” الجديد للجاذبية. هو ليس “متحفاً”، بل هو “بوابة” لإعادة “تغليف” الهرم ومنطقة الجيزة بالكامل.
- “القيمة مقابل المال” (Value for Money): مع “الواقع” الاقتصادي (سعر الصرف في 2025)، أصبحت مصر واحدة من “أفضل” الوجهات السياحية “قيمة” في العالم. يمكن للسائح الأوروبي قضاء “أسبوع” فاخر في مصر بنفس تكلفة “عطلة نهاية أسبوع” في أوروبا.
- “التنويع” (Beyond the Pyramids): المستقبل لمصر يكمن في “الخروج” من “الصندوق” التقليدي (الأقصر وأسوان).
- ساحل البحر الأحمر (مرسى علم): “السياحة البيئية” (Eco-Tourism) والغوص.
- سيوة والواحات: “السياحة الاستشفائية” (Wellness) و”سياحة المغامرات” الصحراوية.
- العلمين والساحل الشمالي: التحول من “مصيف محلي” إلى “وجهة” متوسطية عالمية.
- الهدف المستقبلي: أن تصبح “وجهة” (Destination) لا مجرد “محطة” (Stop). “إطالة” مدة إقامة السائح بتقديم “تجارب” متنوعة (ثقافة، شاطئ، استشفاء) لا تكتمل في 3 أيام.
التحليل الختامي: (الصورة الكاملة)
هل هما “متنافسان”؟ نعم، على “الطيران” العابر و”الاستثمار” الفندقي.
لكن “المستقبل” الحقيقي والأذكى هو “التكامل” (Integration). “السائح” المستقبلي (خاصة القادم من آسيا وأمريكا) لن يختار “إما هذا أو ذاك”.
“الرحلة الحلم” (The Dream Trip) ستكون:
- الهبوط في “دبي” (للرفاهية والتسوق).
- الانتقال إلى “الرياض” (لحضور “الفعالية” والترفيه).
- ثم الطيران إلى “القاهرة والأقصر” (لـ “ختم” التاريخ والأصالة).
- والانتهاء في “شرم الشيخ” أو “البحر الأحمر” (للاسترخاء).