تفضل. إليك المقالة الرابعة والستون، بأسلوب “المشهد الحواري” (A Dialogue Scene)، وهو أسلوب جذري ومختلف تماماً.
المقالة الرابعة والستون: كيف تغيرت الحياة اليومية في الخليج؟ (مشهد من مقهى)
الشخصيات:
- خالد (60 عاماً): مهندس متقاعد، عمل في الخليج (الرياض/دبي) منذ التسعينيات.
- نورا (25 عاماً): ابنته، تعمل في شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا.
المكان: مقهى عصري في “بوليفارد الرياض” (أو دبي مول). “نورا” تدفع ثمن القهوة للتو عبر “ساعتها” الذكية.
(يبدأ المشهد)
خالد: (يحتسي قهوته وهو ينظر حوله بابتسامة) سبحان مغير الأحوال. ما زلت لا أعتاد على هذا.
نورا: (تجلس وتضع هاتفها على الطاولة) لا تعتاد على ماذا يا أبي؟ سعر القهوة؟
خالد: (يضحك) لا. على “السهولة”. على حقيقة أنكِ دفعتِ للتو ثمن القهوة بـ “ساعة”. عندما جئت إلى هنا أول مرة في التسعينيات، كانت “عملية” دفع الفاتورة تتطلب “رحلة” إلى البنك، والانتظار في طابور، وسحب “كاش”. وإذا أردتِ تجديد “الإقامة”، كان هذا يعني تسليم جواز سفرك لأسابيع، والوقوف في طوابير تبدأ من الفجر.
نورا: (ترفع حاجبها) “طوابير”؟ لا أفهم. أنا جددت “هويتي” الأسبوع الماضي عبر تطبيق “أبشر” (أو “DubaiNow”) في ثلاث دقائق… وأنا أشاهد “نتفليكس”.
خالد: (يهز رأسه) بالضبط! هذا ما أتحدث عنه. أنتم لا تعرفون قيمة هذا. “الحياة اليومية” كانت “اختبار تحمل”. هل تعرفين كيف كنا “نذهب” إلى العمل؟
نورا: بالسيارة؟
خالد: كنا نقف على “الدائري” في حرارة 45 درجة، “نؤشر” لسيارات الأجرة، ونأمل أن يتكرم أحدهم ويقف. ولم يكن هناك “عنوان” أو “خريطة”. كنا نقول له: “اذهب إلى “المبنى” الذي بجوار “المسجد” الفلاني”. (يشير إلى هاتف نورا) الآن أنتم تضغطون “زراً”، تأتيكم السيارة “بالدبوس” (Pin) إلى باب المنزل. لديكم “مترو”، ولديكم “أوبر”، ولديكم “كريم”.
نورا: (تضحك) أبي، أنت تجعل الأمر يبدو وكأنك كنت تعيش في “العصر الحجري”.
خالد: كان “عصراً حجرياً” رقمياً! (يميل إلى الأمام) والأهم من كل هذا… (يشير إلى الناس حوله في المقهى، والموسيقى الهادئة) … “الحياة” نفسها. يا نورا، “يوم الخميس” (نهاية الأسبوع) بالنسبة لنا كان يعني الذهاب إلى “المول” أو “الكورنيش”. هذا كل شيء. لا سينما، لا حفلات موسيقية، لا مسارح، لا فعاليات رياضية عالمية. كانت الحياة “عمل، نوم، أكل”.
نورا: والآن نحن نخطط للذهاب إلى “السينما” الليلة، و”حفلة” الأسبوع القادم في “الموسم”.
خالد: (يأخذ نفساً عميقاً) هذا هو التغيير “الأجمل”. التغيير ليس فقط في “التطبيقات” و”السرعة”، رغم روعتها. التغيير الأكبر هو أن الحياة أصبحت “أغنى”. أصبحت “ممتعة”. عندما كنت في عمرك، كانت “أحلامي” هي “وظيفة” ثابتة. أنتن الآن، “أحلامكن” هي “بناء شركة ناشئة” (Start-up) أو “صناعة محتوى” أو “تنظيم فعاليات”. “سقف” الاختيارات المتاحة لكن أصبح “في السماء”.
نورا: (تضع يدها فوق يده) وهذا بسبب أن “جيلكم” هو من بنى “الأساسات” القوية يا أبي.
خالد: (يبتسم) نحن بنينا “الأساسات”، لكن أنتم من يبني “الحياة” عليها. وهذا، بصراحة، “أفضل” بكثير.
(ينظران إلى الخارج نحو البوليفارد المزدحم بالناس)