خمسة “أحاسيس” تجعلك تعود إلى مصر

تفضل. إليك المقالة السبعون، بأسلوب “المذكرات الحسية” (The Sensory Journal)، وهو أسلوب جذري ومختلف تماماً.


المقالة السبعون: خمسة “أحاسيس” تجعلك تعود إلى مصر

التاريخ: 14 نوفمبر 2025 من: دفتر ملاحظات مسافر

لقد سألني صديقي: “لماذا تزور مصر؟ ألا يكفي أن ترى الأهرامات مرة واحدة؟” ابتسمت. الخطأ الذي يقع فيه الناس هو أنهم يظنون أن مصر “مكان” (Place) تزوره. مصر ليست “مكاناً”، إنها “إحساس” (Feeling) يغمرك.

أنت لا تزور مصر لـ “ترى” أشياء، بل “لتشعر” بها. إليك خمسة أحاسيس “أدمنتُها”، وهي السبب الحقيقي لجاذبيتها:


1. إحساس “الهيبة” (البصر – The Sight)

أول ما يجذبك هو “الإحساس” بالزمن. لا يتعلق الأمر بـ “رؤية” الهرم. بل يتعلق الأمر بـ “الوقوف” أمامه. إنه “الإحساس” الذي يصيبك بالشلل اللذيذ وأنت تدرك أن “هذا الحجر” (الذي تستطيع لمسه) كان “هنا” قبل 4500 عام. إنه “لون” الحجارة الذهبي وهو يتناقض مع “الأزرق” الحاد للسماء المصرية. إنه “الإحساس” بـ “الضآلة” (Feeling Small) أمام “عظمة” (Grandeur) لا يمكن تفسيرها. أنت “ترى” الزمن، ولا تقرأ عنه.


2. إحساس “الحياة” (الصوت – The Sound)

القاهرة ليست “مدينة”، إنها “كائن حي” لا ينام. ما يجذبك هو “الصوت”. إنه “الضجيج” الذي يتحول إلى “موسيقى” (Chaos Symphony). “آذان” الفجر الذي يتردد صداه عبر المدينة، يليه “صوت” بائع الخبز، ثم “أبواق” السيارات (التي تبدو وكأنها لغة خاصة)، ثم “صوت” ضحكات الناس العالية في المقاهي ليلاً. إنه “صوت” البائعين في “خان الخليلي” وهم يقسمون عليك أن تشرب “كوب شاي”. هذا “الضجيج” ليس “مزعجاً”، بل هو “دافئ” ويشعرك بأنك “حي” في قلب الحياة.


3. إحساس “الدهشة” (التذوق – The Taste)

أنسَ “المطاعم” الفاخرة. “جاذبية” مصر تكمن في “الطعم” الذي لا تتوقعه. إنه “إحساس” “الدهشة” عندما تتذوق “طبق كشري” (مزيج لا معنى له على الورق: مكرونة وعدس وأرز وصلصة) وتكتشف أنه “ألذ” طبق أكلته في حياتك. إنه “حلاوة” “عصير المانجو” الطازج، و”دسامة” “الملوخية”، و”لذعة” “النعناع” في كوب الشاي الأسود الثقيل. الأكل في مصر ليس “تغذية”، بل هو “احتفال” اجتماعي يومي.


4. إحساس “السلام” (اللمس – The Touch/Feeling)

بمجرد أن “تختنق” من “صوت” القاهرة، “تهرب” إلى “الإحساس” المضاد. إنه “لمسة” الريح. “الإحساس” بالهواء البارد وهو يداعب وجهك وأنت في “فلوكة” (مركب شراعي) صغيرة في “وسط النيل” وقت الغروب، بينما “صوت” المدينة يختفي خلفك. إنه “الإحساس” بـ “برودة” مياه البحر الأحمر “الكريستالية” في “دهب” أو “مرسى علم” وهي تغمرك. أو “دفء” الرمال “الذهبية” في “أسوان” وأنت تشرب الكركديه. مصر هي “الفوضى” و”السكينة” في آن واحد.


5. إحساس “الألفة” (الإحساس السادس – The Sixth Sense)

وهذا هو “السبب” الحقيقي. إنه “الإحساس” الذي لا أعرف له اسماً، لكنه أهم ما يجذبك. إنه “الألفة” (Warmth). إنه “الإحساس” بأنك “لست غريباً”. “الابتسامة” التي يلقيها عليك “البواب”، و”الدعوة” الصادقة من سائق التاكسي “لشرب الشاي” معه، و”الجدعنة” (المساعدة دون مقابل) التي تراها في الشارع. هناك “إحساس” بـ “الإنسانية” الخام (Raw Humanity) التي اختفت من مدن “الزجاج” و”الحديد” الباردة.

الخلاصة: أنت لا تزور مصر. أنت “تختبر” مصر. ولهذا “الإحساس” نحن نعود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *