ترسالة من القاهرة: قراءة في “اقتصادين” مختلفين (مصر والخليج في نوفمبر 2025)
التاريخ: 14 نوفمبر 2025 من: القاهرة، مصر
صديقي العزيز سالم،
أكتب لك هذه الرسالة من شرفتي في القاهرة، والهواء يحمل برودة الخريف التي طال انتظارها. آمل أن تكون أنت وعائلتك في الرياض بألف خير وسط “الزخم” (The Buzz) الذي أراه من بعيد.
كنا نتحدث دائماً عن “النبض” الاقتصادي، ويبدو أن “نبض” كل منا يسير في اتجاه مختلف تماماً هذا الشهر، رغم أننا في نفس المنطقة.
هنا في مصر، “الكلمة” التي أسمعها في كل مكان هي “الاستقرار الحذر”. بعد “العاصفة” الكبرى (تحرير سعر الصرف) التي مررنا بها، يبدو أن السوق “يستقر” أخيراً. “الدولار” (الذي لا يتحدث أحد عن غيره) وجد “نقطة توازن” حول 47.15 – 47.25. هذا ليس “انتصاراً”، لكنه “هدنة” مريحة.
التطور “الأذكى” الذي رأيته هذا الشهر كان قرار “هيئة الرقابة المالية” بالسماح لشركات التأمين بالاستثمار في “الذهب”. في عالم “متقلب” (شهد انهيار “الكريبتو” المدوي هذا الأسبوع)، فإن هذا القرار هو “حكمة” خالصة. إنه “تحوط” (Hedge) كلاسيكي.
الاقتصاد هنا يلعب “دفاعاً” (Defense). نحن نحصن “القلعة” من الداخل، ونحاول “صد” الصدمات الخارجية، سواء كانت “جيوسياسية” (من حدودنا الملتهبة) أو “اقتصادية” (من ذعر الأسواق العالمية).
أما عندكم في الخليج، فأنتم لا تلعبون “دفاعاً”. أنتم تلعبون “هجوماً” (Offense) شاملاً. “الكلمة” التي أراها تخرج من عندكم هي “التسارع” (Acceleration). “موسم الرياض” ليس مجرد “احتفال”، بل هو “آلة” اقتصادية تضخ المليارات في قطاع “الترفيه” و”السياحة”. قرأت اليوم “تقرير جاهزية التقنيات الرائدة” الذي وضع “الإمارات” و”السعودية” في صدارة “تبني الذكاء الاصطناعي”.
يبدو أننا في “مباراتين” مختلفتين:
- مصر تلعب “مباراة شطرنج” (Chess Game) معقدة، كل “خطوة” محسوبة (مثل قرار الذهب) لتأمين “الملك” (الاقتصاد المستقر).
- والخليج يلعب “سباق فورمولا 1” (F1 Race)، يضغط فيه “بأقصى سرعة” (مثل موسم الرياض والاستثمار في الذكاء الاصطناعي) لبناء “المستقبل” اليوم.
وحتى “الصدمات” العالمية، نراها بشكل مختلف. عندما “انهار الكريبتو” هذا الأسبوع، نظرنا إليه في القاهرة كـ “تأكيد” على أن “التحوط” و”الأصول الحقيقية” (كالذهب) هي الصواب. أظن أنكم في الرياض نظرتم إليه كـ “ضجيج” جانبي لا يهم، لأنكم “منشغلون” بـ “بناء” الأصول الحقيقية (نيوم، والقدية) التي لا تقارن بأي عملة افتراضية.
لكل منا “معركته” هذا الشهر يا سالم. أنتم معركتكم “مع المستقبل”، ونحن معركتنا “مع الحاضر”.
أتمنى أن نلتقي قريباً، ربما على “أرض محايدة” في الإسكندرية.
المخلص، صديقك،
(مواطن يراقب)